أبناء عن حقيقة لأجل ما فيها من الإحرام و هو المنع من التصرف في شيء مما يغاير كون فاعله مصليا فهي تنهى عن الفحشاء و المنكر و لا تنهى عن غيرها من الطاعات فيها مما لا يخرجك فعله عن أن تكون مصليا شرعا فيكون قوله ﴿وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ﴾ [ العنكبوت:45] فيها أكبر أعمالها و أكبر أحوالها إذ الصلاة تشتمل على أقوال و أفعال فتحريك اللسان بالذكر من المصلي من جملة أفعال الصلاة و القول المسموع من هذا التحريك هو من أقوال الصلاة و ليس في أقوالها شيء يخرج عن ذكر اللّٰه في حال قيام و ركوع و رفع و خفض إلا ما يقع به التلفظ من ذكر نفسك بحرف ضمير أو ذكر صفة تسأله أن يعطيكها مثل اهدني و ارزقني و لكن هو ذكر شرعا لله فإن اللّٰه سمي القرآن ذكرا و فيه أسماء الشياطين و المغضوب عليهم و المتلفظ به يسمى ذكر اللّٰه فإنه كلام اللّٰه فذكرتهم بذكر اللّٰه و هذا مما يؤيد قول من قال ليس في الوجود إلا اللّٰه فالأذكار أذكار اللّٰه
[اللّٰه أكبر الذاكرين و هو أكبر المذكورين]
ثم إن قوله تعالى ﴿وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ﴾ [ العنكبوت:45] هذه الإضافة تكون من كونه ذاكرا و من كونه مذكورا فهو أكبر الذاكرين و هو أكبر المذكورين و ذكره أكبر الأذكار التي تظهر في المظاهر فالذكر و إن لم يخرج عنه فإن اللّٰه قد جعل بعضه أكبر من بعض ثم يتوجه فيه قصد آخر من أجل الاسم اللّٰه فيقول ﴿وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ﴾ [ العنكبوت:45]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية