فالنبي أولى بهذا ممن ليس بنبي و طبقات الأولياء كثيرة و لكن ما ذكر منها إلا ما قلناه فلا نتعدى بالجواب قدر ما سأل
[المعية تقتضي المناسبة]
فنقول إن المعية تقتضي المناسبة فلا نأخذ من الحق إلا الوجه المناسب لا الوجه الذي يرفع المناسبة ثم إننا أردنا أن نعمم الجواب بتعميم قوله تعالى ﴿أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الأعراف:37] من الأحوال و لا يخلو موجود عن حال بل ما تخلو عين موجودة و لا معدومة أن تكون على حال وجودي أو عدمي في حال وجودها أو عدمها و لهذا قال تعالى ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] فإن قلت قوله كنتم لفظة معناها وجودي فالمعنى أينما كنتم من الوجود فنقول صحيح و لكن من أي الوجوه من الوجود من حيث العلم بكم و ما ثم إلا هو أو من حيث الوجود الذي يتصف به عين الممكنات من حيث ما هي مظاهر فحالة منها توصف العين الممكنة بها بالعدم و لهذا نقول كان هذا معدوما و وجد و الكون يناقض العدم مع صحة هذا القول فيعلم عند ذلك أن قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية