و يجهله من ليس بمقرب و تتويج هذا الكتاب إنما يكون بمن جمع الحقائق كلها و هي علامة موجدة
[الإنسان الكامل تاج الملك]
فالإنسان الكامل الذي يدل بذاته من أول البديهة على ربه هو تاج الملك و ليس إلا الإنسان الكامل و هو «قوله صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه خلق آدم على صورته» و ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ﴾ [الحديد:3] فلم يظهر الكمال الإلهي إلا في المركب فإنه يتضمن البسيط و لا يتضمن البسيط المركب فالإنسان الكامل هو الأول بالقصد و الآخر بالفعل و الظاهر بالحرف و الباطن بالمعنى و هو الجامع بين الطبع و العقل ففيه أكثف تركيب و ألطف تركيب من حيث طبعه و فيه التجرد عن المواد و القوي الحاكمة على الأجساد و ليس ذلك لغيره من المخلوقات سواه و لهذا خص بعلم الأسماء كلها و بجوامع الكلم و لم يعلمنا اللّٰه أن أحدا سواه أعطاه هذا إلا الإنسان الكامل و ليس فوق الإنسان مرتبة إلا مرتبة الملك في المخلوقات و قد تلمذت الملائكة له حين علمهم الأسماء و لا يدل هذا على أنه خير من الملك و لكنه يدل على أنه أكمل نشأة من الملك فلما كان مجلى الأسماء الإلهية صح له أن يكون للكتاب مثل التاج لأنه أشرف زينة يتزين بها الكتاب و بذلك التتويج ظهرت آثار الأوامر في الملك كذلك بالإنسان الكامل ظهر الحكم الإلهي في العالم بالثواب و العقاب و به قام النظام و انخرم و فيه قضى و قدر و حكم
(السؤال التاسع و مائة)ما الوقار
الجواب حمل أعباء التجلي قبل حصوله و الفناء فيه كسكرات الموت قبل حلوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية