الجواب بدؤ السجود الذي أسجدك تنوع الحالات و تغيراتها عليك فنبهك ذلك على النظر في السبب الموجب لذلك فطلبت فعلمت أنك معلول و كل معلول فلا قيام له بنفسه فإن المريض لا يمرض نفسه و ما كل ما تقام فيه من تغير الأحوال يرضيك و إذا لم يرضك فقد أمرضك فلا بد من ممرض و من طلب الممرض فقد افتقر فعلمت أنك فقير و إذا افتقرت فهو كسر فقار ظهرك لم يتمكن لك أن ترفع رأسك فأنت موصوف بالسجود دائما فهذا بدء السجود و إن أراد بقوله ما بدؤه يعني ما بدؤه فيك أي ما هو أول شيء يعطيك السجود من منحه فنقول القربة و القربة مؤذنة ببعد متقدم و كل ذلك يؤدي إلى الحد و لا حد فإنه البعيد القريب
[عوارف التقريب و منح السجود في حضرة الحبيب]
فاعلم أن الهوية المسماة بالبعيد القريب هي التي أعطتك السجود و بدأك بها منحة و لكن من كونها تسمى بالبعيد القريب فنقلتك من النعت لبعيد إلى النعت القريب فنقلتك من البعد إلى القربة قال اللّٰه تعالى ﴿وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ﴾ [العلق:19]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية