﴿فِي جَنّٰاتٍ وَ نَهَرٍ﴾ [القمر:54] و إن كان المحق كذلك و لكن لما كان الفرق بين المتقي و بين هذا معلوما لم تكن الجنات كالجنات و وقع الاشتراك في كونه محقا مع المتقي فالمتقي ما نال المقعد الصدق إلا من كونه محقا عند مليك مقتدر حضرة بقاء العين و الاقتدار و التأييد
[أماكن المحقين بحسب الحضرات]
و لهم أماكن مختلفة بحسب الحضرات التي ينزلونها من حضرات الأسماء محلهم الاسم الصادق و الحق و الناصر و ما في معنى هذه الأسماء فأي اسم من هؤلاء الأسماء نظر إليه كان محله و أما في الذاتيات فمحله الواجبات و أما في الألوهية فمحلها بالظفر بالمطلوب و أما في العبودية فمحلها عبودية الفرائض و أما في الأحوال فالتأثير و أما في المقامات فالصدق و أما في الجنان فارتفاع الحجب و أما في الدنيا فالفعل بالهمة و أما في المعارف فإن يكون مع الحق من حيث أمره و مع عالمه من حيث عدله و وفائه فيعين كل طالب حق فمقامه لا يتزلزل و لا ينخرم فإن له في كل حضرة مقعدا و مجلسا فحيث حل فهو بيته فلا يفطر إن كان صائما و لا يقصر الصلاة فإنه مقيم غير مسافر لأن السفر فيه لا يجوز فيه القصر و لا الفطر فهو كمثل عائشة قالت لا أقصر فإني أم المؤمنين فحيث ما حللت حللت عند نبي فإنا في بيتي و السفر إليه بخلاف ذلك فإنه يقصر و يفطر فهو فطر الصائمين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية