و اعلم أن جنات الأعمال ما بين الثمانين إلى السبعين لا تزيد و لا تنقص و الايمان بضع و سبعون بابا أدنى ذلك إماطة الأذى عن الطريق و أرفعه قول لا إله إلا اللّٰه قال تعالى في حق العاملين ﴿نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشٰاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ﴾ [الزمر:74] فلم يحجر بهذا لمن عمل بكل عمل فإن الإنسان في الدنيا أي عمل عمله من الأعمال أعمال الايمان لا يحجر عليه إذا شاء عمله
[ظهور محمد بجميع شعب الإيمان]
فلما ظهر صلى اللّٰه عليه و سلم بجميع شعب الايمان كلها التي هي بعدد الجنات العملية إما بالفعل و إما بالدلالة عليها فإنه الذي سنها لأمته فله أجر من عمل بها و لا يخلو واحد من الأمة أن يعمل بواحدة منها فهي في ميزانه صلى اللّٰه عليه و سلم من حيث العمل بها فيتبوأ من الجنة حيث يشاء و هذا لا يصلح إلا لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم فإنه عنه ظهرت السنن الإلهية فبهذا نال المقام المحمود و بجوامع الكلم و بالبعثة العامة فإنه بالعناية الأخروية صحت له هذه المقامات في الدنيا و باتصافه بهذه الأحوال في الدنيا نال تلك المقامات الأخروية فهو دور بديع مختلف الوجوه حتى يصح الوجود عنه
(السؤال الخامس و السبعون)كم بين حظ محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و حظوظ الأنبياء عليهم السلام
الجواب إما بينه و بين الجميع فحظ واحد و هو عين الجمعية لما تفرق فيهم و إما بينه و بين كل واحد منهم فثمانية و سبعون حظا و مقاما إلا آدم فإنه ما بينه و بين رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عليهما إلا ما بين الظاهر و الباطن فكان في الدنيا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم باطن آدم عليه السلام و آدم عليه السلام ظاهر محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و بهما كان الظاهر و الباطن و هو في الآخرة آدم عليه السلام باطن محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و محمد صلى اللّٰه عليه و سلم ظاهر آدم و بهما يكون الظاهر و الباطن في الآخرة فهذا بين حظ محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و بين حظوظ الأنبياء عليهم السلام و أكثر أصحابنا يمنعون معرفة التوقيت في ذلك و هو غلط منهم
[الحظوظ محصورة من حيث الأعمال]
و في هذا الفصل تفصيل عظيم تبلغ فصول التفصيل فيه إلى مائة ألف تفصيل و أربعة و عشرين ألف تفصيل بعدد الأنبياء عليهم السلام لأنه يحتاج إلى تعيين كل نبي و معرفة ما بين حظ محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و بين ذلك النبي و الحظوظ محصورة من حيث الأعمال في تسعة و سبعين و قد يكون للنبي من ذلك أمر واحد و لآخر أمران و لآخر عشر العدد و تسعه و ثمنه و أقل من ذلك و أكثر و المجموع لا يكون إلا لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لهذا لم يبعث بعثا عاما سوى محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و ما سواه فبعثه خاص ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً﴾ [المائدة:48]
(السؤال السادس و السبعون)ما لواء الحمد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية