﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً﴾ [مريم:85] أي يأمنون مما كانوا يخافون منه و لهذا يقول في الشفاعة و بقي أرحم الراحمين فبهذه النسبة تنسب الشفاعة إلى الحق من الحق من حيث آثار أسمائه و هذا هو مأخذ العارفين من الأولياء
[جمع المحامد كلها لمحمد ﷺ يوم القيامة]
فلا يجمع المحامد يوم القيامة كلها إلا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فهذا الذي عبر عنه بالمقام المحمود قال صلى اللّٰه عليه و سلم في هذا المقام فأحمده بمحامد لا أعلمها الآن و هذا يدلك أن علوم الأنبياء و الأولياء أذواق لا عن فكر و نظر فإن الموطن يقتضي هنالك بآثاره أسماء إلهية يحمد اللّٰه بها ما يقتضيه موطن الدنيا فلهذا «قال لا أعلمها الآن» و هذا المقام هو الوسيلة لأن منه يتوصل إلى اللّٰه فيما توجه فيه من فتح باب الشفاعة و هو شفاعته في الجميع أ لا تراه صلى اللّٰه عليه و سلم يقول في الوسيلة إنها درجة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لرجل واحد و أرجو أن أكون أنا فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة فجعل الشفاعة ثواب السائل و لهذا سمي المقام المحمود الوسيلة و كان ثوابهم في هذا السؤال أن يشفعوا و هذا هو منصب إلهي جامع من عين ملك الملك قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية