فكما صارت الخمسون ألف سنة كيوم واحد و في يوم واحد كذلك صار أمره ﴿كَلَمْحِ الْبَصَرِ﴾ [النحل:77] و سبب ذلك أن الذي يصدر منه الأمر لا يتقيد فهو في كل مأمور بحيث أمر فينفذ الأمر بحكمه دفعة واحدة و هذا إذا لم يبعد في المحدثات وجوده بهذه السعة فما ظنك بالأمر الحق فإن الهواء حكمه في كل شيء من العالم الطبيعي أسرع من لمح البصر و هو واحد كالإنسان الواحد و كذلك الروح الامري في العقول و في الأجسام الطبيعية فمثل هذا لا يستبعده إلا من لا علم له بالأمور و الحقائق و لا سيما و إن أعاد الضمير في سؤاله من أمره على الضمير المذكور في سورة القمر ﴿وَ مٰا أَمْرُنٰا إِلاّٰ وٰاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [القمر:50] و هو الذي أراد و اللّٰه أعلم مع أنه يسوغ أن يعود على الوقوف و على الخوض فإن الزمان الواحد يجمع الخائضين في خوضهم و اللّٰه الهادي من شاء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية