و المحدثون ليست لهم هذه الرتبة بل رتبتهم الحديث لا غير فهم ناظرون في كل شيء آخذون من عين كل شيء من كون كل شيء مظهر حق غير أنهم لا يتعدون حدود اللّٰه جملة فإن صدر منهم ما هو في الظاهر تعد لحد من حدود اللّٰه فذلك الحد هو بالنسبة إليك حد و بالنسبة إليه مباح لا معصية فيه و أنت لا تعلم و هو ﴿عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [هود:17] في ذلك فما أتى محرما من هذه صفته فإنه ممن قيل له اعمل ما شئت فما عمل إلا ما أبيح له عمله فإنه أمر لا على جهة الوعيد مثل قوله ﴿اِعْمَلُوا مٰا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [فصلت:40] فهذا وعيد و إنما قولنا فيمن قيل له اعمل ما شئت فقد غفرت لك فعمل على كشف و تحقق و هذا ثابت في شرعنا بلا شك فأهل الحديث أيضا لهم في مثل هذا قدم و لكن ليس هم مخصوصين به بل يشاركهم فيه من ليس بمحدث من الأولياء و قد عرفت صفة المحدثين فيما قبل و صفة النبيين فقف عند ذلك ﴿وَ اللّٰهُ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة:213]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية