فإن كل ما سوى مجموع الإنسان مفطور على العلم بالله إلا مجموع الإنسان و الجان فإنه من حيث تفصيله مفطور على العلم بالله كسائر ما سواهما من المخلوقات من ملك و نبات و حيوان و جماد فما من شيء فيه من شعر و جلد و لحم و عصب و دم و روح و نفس و ظفر و ناب إلا و هو عالم بالله تعالى بالفطرة بالوحي الذي تجلى له فيه و هو من حيث مجموعيته و ما لجمعيته من الحكم جاهل بالله حتى ينظر و يفكر و يرجع إلى نفسه فيعلم أن له صانعا صنعه و خالقا خلقه فلو أسمعه اللّٰه نطق جلده أو يده أو لسانه أو رجله لسمعه ناطقا بمعرفته بربه مسبحا لجلاله و مقدسا ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النور:24] و ﴿قٰالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنٰا﴾ [فصلت:21] فالإنسان من حيث تفصيله عالم بالله و من حيث جملته جاهل بالله حتى يتعلم أي يعلم بما في تفصيله فهو العالم الجاهل ﴿فَلاٰ تَعْلَمُ نَفْسٌ مٰا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ [ السجدة:17] فالإنسان من حيث تفصيله صاحب وحي و من حيث جملته لا يكون في كل وقت صاحب وحي
(السؤال السابع و الخمسون)ما الفرق بين النبيين و المحدثين
الجواب التكليف فإن النبوة لا بد فيها من علم التكليف و لا تكليف في حديث المحدثين جملة و رأسا هذا إن أراد أنبياء الشرائع فإن أراد أصحاب النبوة المطلقة فالمحدثون أصحاب جزء منها
[النبي الذي لا شرع له فيما يوحى إليه به]
فالنبي الذي لا شرع له فيما يوحى إليه به هو رأس الأولياء و جامع المقامات مقامات ما تقضيه الأسماء الإلهية مما لا شرع فيه من شرائع أنبياء التشريع الذين يأخذون بوساطة الروح الأمين من عين الملك و المحدث ما له سوى الحديث و ما ينتجه من الأحوال و الأعمال و المقامات فكل نبي محدث و ما كل محدث نبي و هؤلاء هم أنبياء الأولياء
[الأنبياء الذين لهم الشرائع]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية