فأهل المظاهر هم أهل النعيم و العذاب و أهل أحدية الذات لا نعيم عندهم و لا عذاب قال أبو يزيد ضحكت زمانا و بكيت زمانا و أنا اليوم لا أضحك و لا أبكي و قيل له كيف أصبحت قال لا صباح لي و لا مساء إنما المساء و الصباح لمن تقيد بالصفة و لا صفة لي
(السؤال التاسع و الأربعون و الموفي خمسين)كم للرسل سوى محمد صلى اللّٰه عليه و سلم منها و كم لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم
منها
الجواب كلها إلا اثنين و هم فيها على قدر ما نزل في كتبهم و صحفهم إلا محمدا صلى اللّٰه عليه و سلم فإنه جمعها كلها بل جمعت له عناية أزلية قال تعالى ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ﴾ [البقرة:253] فيما لهم به من هذه الأخلاق
[المصطفى من الخلق واحد هو منهم و ليس منهم]
فاعلم أن اللّٰه تعالى لما خلق الخلق خلقهم أصنافا و جعل في كل صنف خيارا و اختار من الخيار خواص و هم المؤمنون و اختار من المؤمنين خواص و هم الأولياء و اختار من هؤلاء الخواص خلاصة و هم الأنبياء و اختار من الخلاصة نقاوة و هم أنبياء الشرائع المقصورة عليهم و اختار من النقاوة شرذمة قليلة هم صفاء النقاوة المروقة و هم الرسل أجمعهم و اصطفى واحدا من خلقه هو منهم و ليس منهم هو المهيمن على جميع الخلائق جعله عمدا أقام عليه قبة الوجود جعله أعلى المظاهر و أسناها صح له المقام تعيينا و تعريفا فعلمه قبل وجود طينة البشر و هو محمد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لا يكاثر و لا يقاوم هو السيد و من سواه سوقة «قال عن نفسه أنا سيد الناس و لا فخر» بالراء و الزاي روايتان أي أقولها غير متبجح بباطل أي أقولها و لا أقصد الافتخار على من بقي من العالم فإني و إن كنت أعلى المظاهر الإنسانية فإنا أشد الخلق تحققا بعيني فليس الرجل من تحقق بربه و إنما الرجل من تحقق بعينه لما علم إن اللّٰه أوجده له تعالى لا لنفسه و ما فاز بهذه الدرجة ذوقا إلا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و كشفا إلا الرسل و راسخو علماء هذه الأمة المحمدية و من سواهم فلا قدم لهم في هذا الأمر
[الغرض و الغاية من الإيجاد العالم]
و ما سوى من ذكرنا ما علم أن اللّٰه أوجده له تعالى بل يقولون إنما أوجد العالم للعالم فرفع
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية