فانقسمت هذه الأخلاق على هؤلاء الطبقات الثلاث كل خلق منها يدعوهم إلى ما يقتضيه أمره و شأنه من نار أو جنان أو حضور عنده حيث لا أين و لا كيف و للمعاني المجردة منها أخلاق و لعالم الحس منها أخلاق و لعالم الخيال منها أخلاق فجنة محسوسة لمعنى دون حس و جنة معنوية لحس دون معنى و حضور مع الحق معنوي لحس دون معنى و حضور مع الحق محسوس لمعنى و نار محسوسة لمعنى دون حس و نار معنوية لحس دون معنى و تتفاضل مشارب هؤلاء الطبقات فيها فمنهم التام و الأتم و الكامل و الأكمل
[المنعم بعذابه المعذب بنعيمه]
﴿فَسُبْحٰانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [يس:83] في كل حضرة فإنه كلما أثبتناه من أعيان أكوان في نار و جنان فليس إلا الحق إذ هي مظاهره فالنعيم به لا يصح أصلا في غير مظهر فإنه فناء ليس فيه لذة فإذا تجلى في المظاهر وقعت اللذات و الآلام و سرت في العالم و يرحم اللّٰه من قال
فهل سمعتم بصب *** سليم طرف سقيم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية