و الهوى بيننا يسوق حديثا *** طيبا مطربا بغير لسان
و هي المجالس التي بين الضدين يحصل منها علم للاعتماد و الكشف عن الساق و البرزخ الذي بين الضدين كالفاتر بين الحار و البارد و كالإسماع بين المخافتة و الجهر و كالتبسم بين الضحك و البكاء و كل ضدين ﴿بَيْنَهُمٰا بَرْزَخٌ لاٰ يَبْغِيٰانِ فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ﴾ فهو مجلس راحة و ليس بين النفي و الإثبات برزخ وجودي فصاحبه ينقطع في الحال لأحد الطرفين لأنه لا يجد حيث يستريح فالبرازخ مواطن الراحات أ لا ترى أن اللّٰه جعل النوم سباتا أي راحة لأنه بين الضدين الموت و الحياة فالنائم لا حي و لا ميت فأمثال هذه العلوم هي التي يقع بها الحديث لهم و نجواهم و في الحضرة الثالثة و الخامسة مجلس واحد في كل حضرة و الحضرة السادسة لا مجلس فيها من مجالس الراحة
[محادثات الحق في مجالس الفصل]
و أما مجالس الفصل بين العبد و الرب فقد ذكرنا من حديثه طرفا آنفا في السؤال الرابع من هذه السؤالات و أما لحضرة السادسة و الخامسة فليس فيهما من هذه المجالس مجلس البتة و أما مجالس الفصل الثاني بين العبد و الرب فهي ستة مجالس لا سابع لها في كل حضرة من الست مجالس واحد يفصل به بين العبد و الرب من حيث ما هو العبد عبد و من حيث ما هو الرب رب و مجالس الفصل الأول بين العبد و الرب من حيث ما هو عبد لهذا الرب و من حيث ما هو رب لهذا العبد فهو فصل في عين وصل و هذه المجالس الأخر فصل في فصول لا وصل فيها فيحصل له ما يشاء كل هذا الفن من العلم الإلهي إذ كنت لا تعلمه إلا من نفسك و لا تعلم نفسك إلا منه فهو يشبه الدور و لا دور بل هو علم محقق
[الاثنا عشر مجلسا التي يراها الترمذي]
و أما الاثنا عشر مجلسا التي يراها الترمذي الحكيم صاحب هذه السؤالات و بها تكمل الثمانية و الأربعون من المجالس فإن الأرواح العلوية لا تعلمها و ليس لها فيها قدم مع اللّٰه و هي مخصوصة بنا من أجل الدعوى فإذا تجسدت الأرواح العلوية تبعت الدعوى جسديتها فربما تدعى فإن ادعت ابتليت و في قصة آدم و الملائكة تحقيق ما ذكرناه فابتليت بالسجود جبرا لما أخذت من طهارتها الدعوى فكان ذلك للملائكة كالسهو في الصلاة للمصلي فأمر المصلي أن يسجد لسهوه كذلك أمرت الملائكة أن تسجد لدعواها فإن الدعوى سهو في حقها فكان ذلك ترغيما للدعوى لا لهم كما كان سجود السهو منا ترغيما للشيطان لا لنا فاعلم ذلك فأما هذه المجالس الاثنا عشر فستة منها تلتحق بالمجلس الذي بين المثلين و الستة الباقية تلتحق بمجالس الفصل الثاني بين العبد من حيث ما هو عبد و بين الرب من حيث ما هو رب لكن تختلف الأذواق في ذلك
[آيات السؤال الثامن من القرآن الكريم]
آيات هذا السؤال من القرآن ﴿لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهٰا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾ [يس:40]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية