و قال في الرعب ﴿وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ﴾ [الحشر:2] فانظر منتهى كل عسكر إلى ما أثر في نفس من عسكر إليه فالحق لا يتقيد إذ كان هو عين كل قيد فالناس بين محجوب و غير محجوب جعلنا اللّٰه ممن أشهد الحق في عين حجابه و في رفع حجابه و فيما كان له من راء حجابه
(السؤال الخامس)فإن قيل قد عرفنا أينية منازل أهل القربة
و أينية منتهى العساكر و منتهى من حازها فأين مقام أهل المجالس و الحديث قلنا في الجواب أما أهل المجالس المحدثون فمجالسهم خلف الحجاب الأنزل الأقدس في النزول و لهم ست حضرات لهم في الحضرة الأولى ثمانية مجالس المجلس الثاني و السادس يسمى مجالس الراحات و هي من باب وفق اللّٰه بالعباد الذين لهم هذه الأحوال و مجلسان الأول الذي هو الرابع و الثامن فهما مجلسا الجمع بين العبد و الرب و مجلس الفصل بين العبد و الرب على مراتب أبينها و أما الأربعة مجالس التي بقيت فالحديث فيها على مراتب متعددة و كذلك الحضرة الثانية و الحضرة الرابعة فيها ثمانية مجالس على ما ذكرناه و أما في الحضرة السادسة فمجلسان و أما في الحضرة الثالثة فستة مجالس و أما في الحضرة الخامسة فاربعة مجالس و انتهت أمهات مجالس أهل الحديث مع اللّٰه من حيث هم محدثون لا من حيث لهم مجالس
[مراتب أهل المجالس الذين هم أهل الشهود]
و أما أهل المجالس لا من كونهم محدثين فهم أهل الشهود و هم على أربع مراتب في مجالسهم فالمحدثون جلوسهم من حيث هم من خلف ذلك الحجاب و أهل المجالس فمن حيث المراتب التي أعد لهم الحق فمنهم من أعد لهم منابر و منهم من أعد لهم أرائك و منهم من أعد لهم كراسي و منهم من أعد لهم درانك و الكل يشهدون جليسهم من غير حديث من الطرفين
[مجالس أهل الحديث]
فلنذكر مجالس أهل الحديث و هي ثمانية و أربعون مجلسا و عند الترمذي الحكيم ستة و خمسون مجلسا لأن الترمذي يراعي من الإنسان حظ طبعه فيزيد اثني عشر مجلسا و هو الصحيح و من يقتصر منا في الإنسان على روحانيته من غير طبيعته فهي ستة و ثلاثون مجلسا فلهذا وقع الخلاف بيننا و بين العلماء من أهل هذه المجالس فمنا من اعتبر ذلك و منا من لم يعتبر و الأولى اعتبارها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية