فهم أهل أدب مع اللّٰه وفقوا له حيث وفقهم فإن كثيرا من أهل اللّٰه لا يتفطنون لهذا الأدب و لا يعرجون على ما خوفوا به من الأكوان و علقوا أمرهم بالله فهؤلاء لهم لقب آخر غير اسم الخائف و إنما الخائفون الذين استحقوا هذا الاسم فهم الأدباء
[الخوف من اللّٰه و من الهدى و من العدو]
«أوحى اللّٰه إلى رسوله موسى عليه السلام يا موسى خفني و خف نفسك يعني هواك و خف من لا يخافني» و هم أعداء اللّٰه فأمره بالخوف من غيره فامتثل الأدباء أمر اللّٰه فخافوهم في هذا الموطن كما شكروا غير اللّٰه من المحسنين إليهم بأمر اللّٰه لا من حيث إيصال النعم إليهم على أيديهم فهم في عبادة إلهية في شكرهم و في خوفهم و هذا صراط دقيق خفي على العارفين فما ظنك بالعامة و أما المتوسطون أصحاب الأحوال فلا يعرفونه لأنهم تحت سلطان أحوالهم
[الأولياء المعرضون عمن أمر اللّٰه بالإعراض عنه]
أو من الأولياء أيضا المعرضون عمن أمرهم اللّٰه بالإعراض عنه من رجال و نساء رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بالإعراض عنهم قال تعالى ﴿وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون:3]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية