[الرسالة و نبوة الشرائع]
و أما الرسالة و نبوة الشرائع العامة أعني المتعدية إلى الأمم و الخاصة بكل نبي فاختصاص إلهي في الأنبياء و الرسل لا ينال بالاكتساب و لا بالتعمل فخطاب الحق قد ينال بالتعمل و الذي يخاطب به إن كان شرعا يبلغه أو يخصه ذلك هو الذي نقول فيه لا ينال بالتعمل و لا بالكسب و هو الاختصاص الإلهي المعلوم و كل شرع ينال به عامله هذه المرتبة فإن نبي ذلك الشرع من أهل هذا المقام و هو زيادة على شريعة نبوته له فضلا من اللّٰه و نعمة و هو لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم بالقطع و كل شرع لا ينال العامل به هذا المقام فإن نبي ذلك الشرع لم يحصل له هذا المقام الذي حصل لغيره من أنبياء الشرائع قال تعالى ﴿وَ لَقَدْ فَضَّلْنٰا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلىٰ بَعْضٍ﴾ [الإسراء:55] و قال جل جلاله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية