فمن بلوغ المنى إلحاق الأسافل بالأعالي و التحام الأباعد بالأداني
فمنهم من تجسد لي بأرض *** و منهم من تجسد في الهواء و منهم من تجسد حيث كنا
و منهم من تجسد في السماء *** فيخبرنا و نخبره بعلم و لكن لا نكون على السواء
فإني ثابت في كل عين *** و هم لا يقدرون على البقاء
فهم يتصورون بكل شكل *** كلون الماء من لون الإناء
[الأرواح المدبرة تطلب الأجسام طلبا ذاتيا]
عملت هذه الأبيات في تجسد الأرواح المفارقة لاجتماع أجسامها في الحياة الدنيا المسمى موتا و كنا رأينا منهم جماعة متجسدين من الأنبياء و الملائكة و الصالحين من الصحابة و غيرهم و هم يتجسدون في صور المعاني المتجسدة في صور المحسوسات فإذا تجلى المعنى و ظهر في صورة حسية تبعه الروح في صورة ذلك الجسد كان ما كان لأن الأرواح المدبرة تطلب الأجسام طلبا ذاتيا فحيث ما ظهر جسم أو جسد حسا كان ذلك أو معنى تجسد كالعمل الصالح في صورة شاب حسن الوجه و النشأة و الرائحة فإن الروح تلزمه أبدا ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مٰا شٰاءَ رَكَّبَكَ﴾ [الإنفطار:8]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية