و أحل الحل كله في هذا اليوم و كان إحلاله عبادة كما كان إحرامه عبادة و ما زال عنه اسم الحج لما بقي عليه من الرمي فكان يوم الحج الأكبر لهذا السراح و الإحلال فكانت أيام منى أيام أكل و شرب و بعال فمن أراد فضل هذا اليوم فليطف فيه طواف الإفاضة و يحل الحل كله فإن لم يفعل فما هو من أهل الحج الأكبر فلا يغلبنك الشيطان عن فضل هذا اليوم بأن تتميز في أهله و هو يوم النحر نحر البدن و قبولها قربانا و إعادة منفعتها علينا من أكل لحومها و الأجر الجزيل في نحرها و الصدقة بلحومها
(حديث سابع و ثلاثون نحر البدن قائمة)
«خرج أبو داود عن أبي الزبير عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و أصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليد اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها»
[مشاهدة القائم على كل نفس بما كسبت]
أعلاما لما كان نحرها قربة أراد المناسبة في صفة نحرها في الوترية فأقامها على ثلاث قوائم فإن اللّٰه وتر يحب الوتر و الثلاث أول الأفراد فلها أول المراتب في ذلك و الأولية وترية أيضا و جعلها قائمة لأن القيومية مثل الوترية صفة إلهية فهو القائم تعالى ﴿عَلىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ﴾ [الرعد:33]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية