﴿وَ مٰا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ﴾ [المائدة:3] أي للنصب لأن الشهادة عليك إنما هي بما لا ترتضيه لأن المشهود عليه لو اعترف ما شهد عليه و لا ينكر إلا ما يتوقع من الاعتراف به الضرر فعلى عندنا هنا على بابها و هكذا كل أداة على بابها لا يعدل بها إلى خلاف ما وضعت له بالأصالة إلا بقرينة حال و كذلك فعل من أخرج هنا على عن بابها و جعلها بمعنى اللام جعل قرينة الحال أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ما أراد بهذا القول إلا تعظيم استلامه في حقنا و أن الخير العظيم لنا في ذلك إذا استلمناه إيمانا و هو قوله بحق عندهم يعني بحق مشروع لأنه يمين اللّٰه المنصوب للتقبيل و الاستلام في استلام كل أمة لها هذا الايمان و لذلك نكر قوله بحق و لم يجيء به معرفا قال تعالى ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً﴾ [المائدة:48] فجاء بالنكير فالشرائع كلها حق فمن استلمه بحق أي حق كان في أي ملة كان دخل تحت هذا الحكم من الشهادة الحجرية بالإيمان
[ما من شيء موجود إلا و الحق يصحبه]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية