أين إيمانك لو رأيت اليوم صاحب منصب من قاض أو خطيب أو وزير أو سلطان يفعل مثل هذا تأسيا هل كنت تنسبه إلا إلى سفساف الأخلاق و لو لم تكن هذه الصفة من مكارم الأخلاق ما فعلها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق «رأى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و هو يخطب يوم الجمعة على المنبر الحسن و الحسين و قد أقبلا يعثران في أذيالهما فلم يتمالك أن نزل من المنبر و أخذهما و جاء بهما حتى صعد المنبر و عاد إلى خطبته» أ ترى ذلك من نقص حاله لا و اللّٰه بل من كمال معرفته فإنه رأى بأي عين نظر و لمن نظر مما غاب عنه العمي الذين لا يبصرون و هم الذين يقولون في مثل هذه الأفعال أ ما كان له شغل بالله عن مثل هذا و هو صلى اللّٰه عليه و سلم و اللّٰه ما اشتغل إلا بالله
[من مكر اللّٰه الخفي بالعارفين]
كما قالت من لم تعرف فيا ليتها سلمت حين سمعت القارئ يقرأ ﴿إِنَّ أَصْحٰابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فٰاكِهُونَ﴾ [يس:55]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية