[المجتهد المتشدد و المجتهد الذي يغلب عليه رفع الحرج عن الأمة]
و كذلك أهل الاجتهاد يوم القيامة و هم رجلان الواحد يغلب الحرمة و الثاني يغلب رفع الحرج عن هذه الأمة استمساكا بالآية و رجوعا إلى الأصل فهو عند اللّٰه أقرب إلى اللّٰه و أعظم منزلة من الذي يغلب الحرمة إذ الحرمة أمر عارض عرض للأصل و رافع الحرج مع الأصل و إليه يعود حال الناس في الجنان يتبوءون من الجنة حيث يشاءون و ما أغفل أهل الأهواء و إن كانوا مؤمنين عن هذه المسألة و سيندمون ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
[أدوية مرض غيرة الطبيعة]
الوجود دار واحدة و رب الدار واحد و الخلق عيال اللّٰه يعمهم هذا الدار فأين الحجاب أ غير اللّٰه يرى أ غير اللّٰه يرى أ ينحجب الشيء عن حقيقته جزء الكل من عينه خلقت حواء من آدم النساء شقائق الرجال هذه أدوية من استعملها في مرض الغيرة أزالت مرضه و لم تبق فيه إلا غيرة الايمان فإنها غيرة لا تزول في الحياة الدنيا في الموضع الذي حكمها فيه نافذ فإياك يا أخي و هوس الطبيعة فإن العبد فيه ممكور به من حيث لا يشعر و ما أسرع الفضيحة إليه عند اللّٰه
[غيرة الإيمان و غيرة الطبيعة]
«قال صلى اللّٰه عليه و سلم ما كان اللّٰه لينهاكم عن الربا و يأخذه منكم» فمن غار الغيرة الإيمانية في زعمه فحكمه أن لا يظهر منه و لا يقوم به ذلك الأمر الذي غار عليه حين رآه في غيره فإن قام به فما تلك غيرة الايمان بل تلك غيرة الطبيعة و شحها ما وقاه اللّٰه منه فليس بمفلح في غيرته و ما أكثر وقوع هذا و كم قاسينا في هذا الباب من المحجوبين حين غلبت أهواؤهم على عقولهم فإنا آخذ بحجزهم عن النار و هم يتقحمون فيها
مرسل الغيرة في موطنها *** هو فرد أحدي مصطفى
و الذي يرسلها مطلقة *** فهو دار رسمه منه عفا
مرض الغيرة داء مزمن *** و الذي قد شرع اللّٰه شفا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية