[العقل الكامل خلق لربه لا لغيره]
و العقل الكامل يعلم أنه خلق لربه لا لغيره و علم بذاته أن من خلقه لا يمكن أن يزاحمه في أمر و لا يعارضه في حكم فيقول هو هو على ما هو عليه في نفسه ف ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و أنا أنا على ما أنا عليه في نفسي و لي أمثال من جنسي فليس له فيما أنا عليه قدم إلا التحكم و ليس لي فيما هو عليه إلا قبول الحكم فلا مزاحمة و لا غيرة فالإنسان بما هو عاقل إن كان تحت سلطان عقله فلا يغار لأنه ما خلق إلا لله و اللّٰه لا يغار عليه فإذا غار العاقل فإنما يغار من حيث إيمانه فهو يغار لله و لها موطن مخصوص شرعه له لا تعداه فكل غيرة تتعدى ذلك الحد فهي خارجة عن حكم العقل منبعثة عن شح الطبيعة و حكم الهوى حتى إن بعض الناس يرى أمورا قد أباحها الشرع يجد في نفسه أن لو كان له الحكم فيها لحجرها و حرمها فيرجح نظره في مثل هذا على ما أباح اللّٰه فعله و يرى أنه في رأيه أرجح من اللّٰه ميزانا و من رسوله صلى اللّٰه عليه و سلم في هذا الذي خطر له و ربما يغتاظ حتى يقول أي شيء أصنع هذا شيء قد أباحه اللّٰه فلنصبر على ذلك فيصبر على كره و حنق في نفسه على ربه فهو في هدنة على دخن و هذا أعظم ما يكون من سوء الأدب مع اللّٰه و هو ممن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية