أراد وفد طلبه في بيته لا غير فإن اللّٰه معهم أينما كانوا فما وفد عليك من أنت معه و لكن لله تعالى في عباده نسب و إضافات كما قال تعالى ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً﴾ [مريم:85] فجعلهم وفود الرحمن لأن الرحمن لا يتقى و كانوا حين كانوا متقين في حكم اسم إلهي تجلى الحق فيه لهم فكانوا يتقونه فلما أراد أن يرزقهم الأمان مما كانوا فيه من الاتقاء حشرهم إلى الرحمن فلما وفدوا عليه أمهم
[معنى وفد اللّٰه إن عقلت]
و هكذا نسبتهم إلى رب البيت لما تركوا الحق خليفة في الأهل و المال كما جاءت به السنة من دعاء المسافر فارقوا ذلك الحال و اتخذوه اسما إلهيا جعلوه صاحبا في سفرهم و جاءت به السنة و العين واحدة في هذا كله و لذلك «ورد أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل» فإذا قدموا على البيت و هو قصر الملك و حضرته تحجب لهم عنده الاسم إلهي الذي صحبهم في السفر عن أمر الاسم الذي تخلف في الأهل و هو الاسم الحفيظ فتلقاهم رب البيت و أبرز لهم يمينه فقبلوه و طافوا ببيته إلى أن فرغوا من حجهم و عمرتهم و في كل منسك يتلقاهم اسم إلهي و يتسلمهم من يد الاسم الإلهي الذي يصحبهم من منسك إلى منسك إلى أن يرجعوا إلى منازلهم فيحصلوا في قبضة من خلفوه في الأهل فهذا معنى وفد اللّٰه إن عقلت
(حديث سادس الحج للكعبة من خصائص هذه الأمة أهل القرآن)
«ذكر الترمذي عن علي بن أبي طالب قال قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من ملك زاد أو راحلة تبلغه إلى بيت اللّٰه ثم لم يحج فلا عليه إن يموت يهوديا أو نصرانيا و ذلك أن اللّٰه تعالى يقول في كتابه العزيز» ﴿وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ [آل عمران:97]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية