و لكل صراط حكم ليس للآخر فافهم و السلام و أما ﴿صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة:7] فهو الشرع
(وصل في فصل اختلافهم في توقيت الإطعام و الصيام)
اختلفوا في توقيت الإطعام و الصيام فالأكثرون على أن يطعم ستة مساكين و قال قوم عشرة مساكين و الصيام عشرة أيام و اختلفوا في كم يطعم كل مسكين فقال بعضهم مدين بمد النبي صلى اللّٰه عليه و سلم لكل مسكين و قال بعضهم من البر نصف صاع و من التمر و الزبيب و الشعير صاع و أما قص الأظفار فقال قوم ليس فيها شيء و قال قوم فيه دم و فروع هذا الباب كثيرة جدا
[ما يطعم حضرات الصفات من حضرات الكونيات]
فمن اعتبر الستة المساكين نظر إلى ما يطعم الصفات مما تطلب فوجدناها ستة كونية عن ستة إلهية فما للالهية من الحكم للكونية من الحكم و إطعامها ما تطلبه لبقاء حقيقتها فإنه لها كالغذاء للأجسام الطبيعية فالمعلوم للعلم طعام فيه يتعلق و كذلك الإرادة و القدرة و الكلام و السمع و البصر و أما الحياة فليس لها مدخل في هذا الباب فغاية حقيقتها الشرطية لا غير و هو باب آخر
[نهاية بسائط الأعداد التي تعم الحضرتين]
و لما كانت الحضرة حضرتين كان من المجموع اثنا عشر و هو نهاية أسماء بسائط العدد الذي يعم الحضرتين فإن العدد يدخل عليهما و لهذا ورد تعدد الصفات و الأسماء المنسوبة إلى اللّٰه و أما حكمه في الكون فلا يقدر أحد على إنكاره كما أنها أيضا نهاية انتهاء وزن الفعل الذي هو مركب من مائة و ثمانين درجة و سأبين حكمها إن شاء اللّٰه
[أوزان الفعل الاثنا عشر في الأسماء]
فأما أوزان الفعل في الأسماء فهي اثنا عشر وزنا كل وزن يطلب ما لا يطلبه الآخر و هي محصورة في هذا العدد كما نهاية أسماء العدد محصورة في الاثني عشر فمن ذلك في تسكين عين الفعل ثلاثة و في فتحة ثلاثة و في ضمه ثلاثة و في كسره ثلاثة فالمجموع اثنا عشر فالتسكين مثل فعل كدعد و فعل كقفل و فعل كهند و المفتوح العين فعل مثل جمل و فعل مثل صرد و فعل مثل عنب و المضموم العين فعل مثل عضد و فعل مثل عنق و فعل لم يوجد له اسم على وزنه في اللسان و علله أهل هذا الشأن بأنهم استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم و مبني كلامهم على التخفيف و هذا التعليل عندنا ليس بشيء بسطناه في النسخة الأولى من هذا الكتاب و قد مرت بنا كلمة للعرب على وزن فعل بكسر فاء الفعل و ضم عينه لا أذكرها الآن إلا أنها لغة شاذة و المكسور العين فعل مثل كتف و فعل مثل إبل و لم يوجد على وزن فعل سوى دئل و هو اسم دويبة تعرفها العرب
[مجموع الحروف التي هي أصول في أوزان الكلام عند العرب]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية