«قد ورد في الحديث أن الشيطان يعقد على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد» الحديث فما أراد صلى اللّٰه عليه و سلم بارتفاعه عن بطن عرنة إلا البعد من مجاورة الشيطان و لو صلى في ذلك الموضع أجزأه أعني الموضع الذي أصابته فيه الفتنة ففارق الموضع مفارقة تنزيه لا مفارقة تحريم و لما كان لإبليس طرف من المعرفة لذلك لم تطرده الملائكة عن عرنة بل وقف فيها غير إن الناس انعزلوا عنه في ناحية منها لانعزال إمامهم و عرفات كلها موقف و عرنة من عرفات فأمرنا بالارتفاع عن بطن عرنة لما ذكرناه
[لا تكون الإفاضة للحاج إلا من بطن عرفة]
و من حمل هذا الأمر على الوجوب أبطل الحج و لا تكون الإفاضة للحاج إلا من بطن عرنة فإن حد المزدلفة حرف الوادي الذي هو عرنة و قال تعالى ﴿فَإِذٰا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفٰاتٍ﴾ [البقرة:198] و لم يخص مكانا من مكان بل الخروج عنها بالكلية إلى المزدلفة و قد علمنا إن اللّٰه يغفر لأهل الموقف من الحاج و غيرهم و رحمة اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية