اختلف علماء الإسلام فيمن وقف بعرفة بعد الزوال ثم دفع منها قبل الإمام و بعد الغيبوبة فقيل أجزأه لأنه جمع بعرفة بين الليل و النهار فإن دفع قبل الغروب قيل عليه دم و قيل لا شيء عليه و حجة تام و الذي أقول به إنه لا شيء عليه و أن حجه تام الأركان غير تام المناسك لأنه ترك الأفضل
[حكم من ترك شيئا من اتباع الرسول عند أهل طريق اللّٰه]
لا شك أنه من ترك شيئا من اتباع الرسول صلى اللّٰه عليه و سلم مما لم ينفرض عليه فإنه ينقص من محبة اللّٰه إياه على قدر ما نقص من اتباع الرسول و أكذب نفسه في محبته لله لعدم إتمام الاتباع و عند أهل طريق اللّٰه لو اتبعه في جميع أموره و أخل بالاتباع في أمر واحد مما لم ينفرض عليه بل خالف سنة لاتباع في ذلك مما أبيح له الاتباع فيه أنه ما اتبعه قط و إنما اتبع هوى نفسه لا هو مع ارتفاع الأعذار الموجبة لعدم الاتباع هذا مقرر عندنا قال تعالى لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم قل يا محمد لأمتك ﴿إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ [آل عمران:31]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية