و أما قولنا يتميز في طبقة كذا فاعلموا إن عالم الحروف على طبقات بالنسبة إلى الحضرة الإلهية و القرب منها مثلنا و تعرف ذلك فيهم بما أذكره لك و ذلك أن الحضرة الإلهية التي للحروف عندنا في الشاهد إنما هي في عالم الرقم خط المصحف و في الكلام التلاوة و إن كانت سارية في الكلام كله تلاوة أو غيرها فهذا ليس هو عشك إن تعرف أن كل لافظ بلفظة إلى الآباد أنه قرآن و لكنه في الوجود بمنزلة حكم الإباحة في شرعنا و فتح هذا الباب يؤدي إلى تطويل عظيم فإن مجاله رحب فعدلنا إلى أمر جزئي من وجه صغر فلكه المرقوم و هو المكتوب و الملفوظ به خاصة و اعلم أن الأمور عندنا من باب الكشف إذا ظهر منها في الوجود ما ظهر إن الأول أشرف من الثاني و هكذا على التتابع حتى إلى النصف و من النصف يقع التفاضل مثل الأول حتى إلى الآخر و الآخر و الأول أشرف ما ظهر ثم يتفاضلان على حسب ما وضعا له و على حسب المقام فالأشرف منها أبدا يقدم في الموضع الأشرف و تبيين هذا أن ليلة خمسة عشر في الشرف بمنزلة ليلة ثلاثة عشر و هكذا حتى إلى ليلة طلوع الهلال من أول الشهر و طلوعه من آخر الشهر و ليلة المحاق المطلق ليلة الإبدار المطلق فافهم فنظرنا كيف ترتب مقام رقم القرآن عندنا و بما ذا بدئت به السور من الحروف و بما ذا ختمت و بما ذا اختصت السور المجهولة في العلم النظري المعلومة بالعلم اللدني من الحروف و نظرنا إلى تكرار ﴿بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] و نظرنا في الحروف التي لم تختص بالبداية و لا بالختام و لا ب ﴿بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية