﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾ [النساء:133] فالإذهاب معدوم و هو الذي يشاء إن شاءه فإن شاء أعدمه بمنع شرطه الذي به بقاء حكم الوجود عليه فيصير عليه حكم اسم المعدوم و ما فعل الفاعل شيئا فتعلق القصد بالإعدام فاتصف الموجود بحكم العدم لا أنه كان العدم فإن العدم لا يكون مع وجود حكمه و هو النسبة
[ما ثم وجود إلا اللّٰه خاصة]
و إذا تأملت فما ثم وجود إلا اللّٰه خاصة و كل موصوف بالوجود مما سوى اللّٰه فهو نسبة خاصة و الإرادة الإلهية إنما متعلقها إظهار التجلي في المظاهر أي في مظاهر ما و هو نسبة فإن الظاهر لم يزل موصوفا بالوجود و المظهر لم يزل موصوفا بالعدم فإذا ظهر أعطى المظهر حكما في الظاهر بحسب حقائقه النفسية فانطلق على الظاهر من تلك الحقائق التي هو عليها ذلك المظهر المعدوم حكم يسمى إنسانا أو فلكا أو ملكا و ما كان من أشخاص المخلوقات كما رجع من ذلك الظهور للظاهر اسم يطلق عليه يقال به خالق و صانع و ضار و نافع و قادر و ما يعطيه ذلك التجلي من الأسماء و أعيان الممكنات على حالها من العدم كما إن الحق لم يزل له حكم الوجود فحدث لعين الممكن اسم المظهر و للمتجلي فيه اسم الظاهر
[كل موجود سوى اللّٰه هو نسبة لا عين]
فلهذا قلنا فكل موجود سوى اللّٰه فهو نسبة لا عين فأعطى استعداد مظهر ما أن يكون الظاهر فيه مكلفا فيقال له افعل و لا تفعل و يكون مخاطبا بأنت و بكاف الخطاب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية