﴿عَلِيماً خَبِيراً﴾ [النساء:35] فهذه رائحة إلهية في الاستفادة للشيء من غيره لا من نفسه فنحن أولى بهذه الصفة
[أعطية الاسم الظاهر و أعطية الاسم الباطن]
فلذلك جعلنا ظاهر العبد يناجي الاسم الباطن و باطن العبد يناجي الاسم الظاهر و يقوم بين يديه قيام مستفيد فيهبه ما شاء أن يهبه فإذا رأيت المستفيد قد استفاد في قيامه خرق العوائد المدركة بالحس المسماة كرامات الأولياء في العموم و آيات الأنبياء الرسل عليهم السلام فذلك أعطية الاسم الظاهر و إذا رأيته قد استفاد علوما و حكما تحار العقول فيها أو تردها أو تقبلها من حيث ما يدركها بالقوة المفكرة فذلك كله أعطية الاسم الباطن فاجعل بالك لما نبهتك عليه و نصحتك لتعلم من تناجي و لا تخلط فيخلط عليك فإن اللّٰه يقول ﴿وَ لَلَبَسْنٰا عَلَيْهِمْ مٰا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام:9] و قال ﴿وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّٰهُ﴾ [آل عمران:54] ثم نفى المكر عنهم فقال ﴿فَلِلّٰهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً﴾ [الرعد:42] يعني المكر المضاف إلى عباده و المكر المضاف إليه سبحانه
[ابن عربى مأمور بالنصيحة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية