﴿مٰا هُمْ مِنْهٰا بِمُخْرَجِينَ﴾ [الحجر:48] لأنهم لها خلقوا و هي دائمة و الساكن فيها دائم لكونه مخلوقا لها
[اللّٰه هو الخير المحض الذي لا شرفيه و الوجود الذي لا عدم يقابله]
فتحقق ما ختمنا به هذا الصوم من سبق الرحمة و غلبتها صفة الغضب و اللّٰه أجل و أعلى أن لا يكون له في كل منزل تجل و هو تعالى الخير المحض الذي لا شر فيه و الوجود الذي لا عدم يقابله و الوجود رحمة مطلقة في الكون و العذاب شيء يعرض لأمور تطرأ و تعرض فهو عرض لعارض و العوارض لا تتصف بالدوام و لو اتصفت ما كانت عوارض و ما هو عارض قد لا يعرض فلهذا يضعف القول بتسرمد العذاب فإن الرحمة شملت آدم بجملته و كان حاملا لكل بنية بالقوة فعمت الرحمة الجميع إذ لا تحجير و لا كان يستحق أن يسمى آدم مرحوما و فيه من لا يقبل الرحمة و الحق يقول ﴿فَتٰابَ عَلَيْهِ وَ هَدىٰ﴾ [ طه:122]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية