فنسبهم إلى الكفر في ذلك إقامة عذر لهم فإنهم ما أشركوا بل قالوا هو اللّٰه و المشرك من يجعل مع اللّٰه إلها آخر فهذا كافر لا مشرك فقال تعالى ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قٰالُوا إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ [المائدة:72] فوصفهم بالستر و اتخذوا ناسوت عيسى مجلى و نبه عيسى على هذا المقام فيما أخبر اللّٰه تعالى تثبيتا لهم فيما قالوا فقال المسيح ﴿يٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ اعْبُدُوا اللّٰهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ﴾ [المائدة:72] فقالوا كذلك نفعل فعبدوا اللّٰه فيه ثم قال لهم ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّٰهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾ [المائدة:72] أي حرم اللّٰه عليه كنفه الذي يستره و اللّٰه قد وصفهم بالستر حيث وصفهم بالكفر فهي آية يعطي ظاهرها نفس ما يعطي ما هو عليه الأمر في ذلك و التأويل فيها يلحق بالذم فإن تفطنت لما ذكرناه وقعت في بحر عظيم لا ينجو من غرق فيه أبدا فإنه بحر الأبد فما أحكم كلام اللّٰه لمن نظر فيه و استبصر و كان من اللّٰه فيه على بصيرة
(وصل في فصل صوم المرأة التطوع و زوجها حاضر)
«ذكر مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لا تصوم المرأة و بعلها شاهد إلا بإذنه» الحديث الاتفاق على وجوب صوم رمضان و لهذا زاد أبو داود في هذا الحديث غير رمضان
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية