(وصل في فصل صيام الدهر)
لا يصح إلا للدهر لا لغير الدهر فإن صيام الدهر في حق الإنسان إنما هو أن يصوم السنة بكمالها و لا يصح له ذلك من أجل يوم الفطر و الأضحى فإن الفطر فيهما واجب بالاتفاق فلهذا ما يصح فإن الدهر اسم اللّٰه و الصوم له فما كان لله فما هو لك و إنما يكون لك ما لم يحجره عليك فإذا حجره و هو بالأصالة ليس لك فقد أخبرك أنه لا يحصل فإن فعلته عملت في غير معمل و طمعت في غير مطمع
(وصل في فصل صيام داود و مريم و عيسى عليهم السلام)
[الصوم الذي هو أعظم مجاهدة على النفس]
أفضل الصيام و أعدله صوم يوم في حقك و صوم يوم في حق ربك و بينهما فطر يوم فهو أعظم مجاهدة على النفس و أعدل في الحكم و يحصل له في مثل هذا الصوم حال الصلاة كحالة الضوء من نور الشمس فإن الصلاة نور و الصبر ضياء و هو الصوم و الصلاة عبادة مقسومة بين رب و عبد و كذلك صوم داود عليه السلام صوم يوم و فطر يوم فتجمع ما بين ما هو لك و ما هو لربك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية