[الحكم للوقت و الصوفي ابن وقته]
قالت السادة من أهل اللّٰه الحكم للوقت و الإنسان أو الصوفي ابن وقته لا يحكم عليه ماض و لا مستقبل غير أن الإنسان لا يعرف أنه ابن وقته مع حكم الوقت عليه و الصوفي يعلم أنه بحكم وقته كذا هو في نفس الأمر فلهذا قلنا إن الصوفي ابن وقته لاطلاعه على ذلك و لعلمه أنه فيما يحكم عليه به و فيه أثر النبوة و ما كل إنسان يعلم ذلك مع أنه كذا في نفس الأمر فمتى ما ظهر للإنسان هذا الحكم و اتصف على علم بأنه ابن وقته فذلك معنى قوله صلى اللّٰه عليه و سلم هو لليلة رأيتموه فإنا نعلم قطعا إذا كان الهلال في الشعاع إنه متجل لنا و لكنا لا نراه كما نعلم قطعا إن الكواكب في السماء بالنهار متجلية لنا و لكنا لا نراها لضعف الإدراك البصري فلا ننسب إليه فإذا رأيناه فإنه الوقت الذي نراه فيه لنعلمه فيحكم علينا بما يعطيه ذلك التجلي فإن كان رمضان أثر فينا نية الصوم و إن كان هلال فطر أثر فينا نية الفطر و إن لم يكن إلا هلال شهر من الشهور أثر فينا العلم بزوال حكم الشهر الذي انقضى و حكم الشهر الذي هذا هلاله و تختلف أحوال الناس فتمتاز الأوقات به لانقضاء الآجال في كل شيء من المبايعات و المداينات و الأكرية و أفعال الحج يقول اللّٰه تعالى ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوٰاقِيتُ لِلنّٰاسِ وَ الْحَجِّ﴾ كما قررناه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية