و لهذا سمي يوم الحسرة لإظهاره مثل هذا لأنه من حسرت الثوب عني فظهر ما تحته أي أزلته
(وصل في فصل من جعل الثلاثة الأيام من كل شهر صوم أيام الثلاثة البيض)
[الأيام البيض أو ظهور الشمس لأعيننا في القمر]
«خرج النسائي من حديث جابر بن عبد اللّٰه عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الشهر» «أيام البيض ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة» فهذا ظهور حق في خلق و هو ظهور الشمس لا عينا في القمر ليالي إبداره و هي الليالي البيض و أيامها تسمى الأيام البيض لأن الليل من أوله إلى آخره لا يزال فيها منورا فجعل لياليها أياما لإزالة ظلمة الليل و طلوع الشمس بوساطة القمر مكملا فجعلها شهادة و كانت غيبا يستتر فيها كل شيء فصار يظهر فيها كل ما كان مستورا بظلمة الليل فالنهار و إن كان ولد الليل فهو من أعدائه لأنه ينفره أبدا قال تعالى ﴿إِنَّ مِنْ أَزْوٰاجِكُمْ وَ أَوْلاٰدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ [التغابن:14]
يا حذرى من حذرى *** لو كان يغني حذرى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية