[حشر الأجسام و الجنات المعنوية و الحسية]
و لو لا حشر الأجسام في الآخرة لقامت بنفوس الزهاد و العارفين في الآخرة حسرة الفوت و لتعذبوا لو كان الاقتصار على الجنات المعنوية لا الحسية فخلق اللّٰه في الآخرة جنة حسية و جنة معنوية و أباح لهم في الجنة الحسية ما تشتهي أنفسهم و رفع عنهم ألم الحاجات فشهواتهم كالإرادة من الحق إذا تعلقت بالمراد تكون فما أكل أهل السعادة لدفع ألم الجوع و لا شربوا لدفع ألم العطش و لما اشتغلوا هنا بالله من حيث ما كلفهم فهم يجرون في الأمور بالميزان الذي حد لهم خائفين من أن يطففوا أو يخسروا الميزان جعل لهم سبحانه الاشتغال في الآخرة بالجنة الحسية لأجسامهم الطبيعية جزاء وفاقا قال تعالى ﴿إِنَّ أَصْحٰابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فٰاكِهُونَ هُمْ وَ أَزْوٰاجُهُمْ فِي ظِلاٰلٍ عَلَى الْأَرٰائِكِ مُتَّكِؤُنَ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية