﴿مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا﴾ [الأنعام:160] فيقبل الحق تلك الثلاثة ثلاثين فيجازيه بالثلاثين ثلاثمائة خلق فإنه قال ﴿عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا﴾ [الأنعام:160] فكأنه صام الشهر كله فلذلك جوزي بالثلاثمائة إذ كانت الثلاثون قبلت عملا لا جزاء فإنها مثل الحسنة و الحسنة عمل و المثلان هما اللذان يشتركان في صفات النفس فانظر في حكمة الشارع ما ألطفها و أحسنها في ترغيبه إيانا في صوم ثلاثة أيام من كل شهر و ما نبه عموم الخلق على عين الجزاء فإن حصول الجزاء إذا جاء فجأة من غير أن يعرف سببه و لا ينتظر كان ألذ في نفس العامة و الصيام خلق إلهي فكان جزاؤه من جنسه و هي الثلاثمائة خلق إلهي يتصف بها الصائم هذه الثلاثة الأيام كما اتصف بالصيام و هو وصف إلهي و العامي الذي لم يصم على هذا الحد يكون جزاؤه من كونه لم يأكل و لم يشرب فيقال له كل يا من لم يأكل و اشرب يا من لم يشرب قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية