[المقابلة بين الأسماء الإلهية في حال وقوع الخطيئة من العبد]
كشخص حكم عليه اسم التواب عن فعل تقابلت فيه الأسماء الإلهية في حال الذنب فقال المنتقم أنا أولى به و قال الراحم و الغفار أنا أولى به فتقابلت الأسماء في حال العاصي أي اسم إلهي يحكم عليه و فيه فوجدوا التواب فتقوى الاسم الراحم على المنتقم و قال هذا نائبي في المحل فإنه لو لا ما رحمته ما تاب فدفع المنتقم عن طلبه و تسلمه الراحم و صار التواب يرجع به إلى ربه من طاعة إلى طاعة بعد ما كان يرجع به من معصية أو كفر إلى طاعة فهذا التائب ما ينعزل لأن التوبة قد لا تكون من ذنب بل يرجع إلى اللّٰه في كل حال في كل طاعة فإن وجد في المحل الاسم الخاذل و هو حكمه في العبد في حال وقوع المخالفة منه فحينئذ يكون تقابل الأسماء المتقابلة أعظم و أشد فإن هذا الفعل يستدعيهما و كان الخاذل بينه و بين هذه الأسماء مواظبة من حيث لا يشعر بما فعله كل واحد منهما فيقول الراحم إن الخاذل دعاني فهو يساعدني على المنتقم و يقول المنتقم إنه دعاني فساعدني على الراحم فإذا أقبلا لا يريا منه مساعدة لأحدهما
[و جاء«الحكم-العدل» بفصل الخطاب]
فإن كان الخذلان كفرا جاء الاسم العدل الحكم ليحكم بين الاسمين المتقابلين الراحم و إخوانه و المنتقم و إخوانه فيقول إن اللّٰه أمرني أن أحكم بينكما و هو قوله ﴿فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُوا﴾ [الحجرات:9]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية