﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فكان بقاؤهم في ذلك المقام بقطع الياس لرفع المناسبة من جميع الوجوه
[أهل الميت و أهل الغائب]
أ لا ترى أهل الميت تنقطع وحشتهم من ميتهم لأنهم لا يرجون لقاءه في الدنيا فلا يبقى لهم حزن و أهل الغائب ليس كذلك فإنهم لم ييأسوا من لقائه و كتبه و أخباره ترد عليهم مع الآنات إلى وقت اللقاء عند قدومه فسبحان الحكيم الخبير ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيٰاتِ﴾ [الرعد:2] لعلنا نعقل عنه فلمثل هذا وقع صيام سر الشهر و الشهر مثلا مضر و بالمن يعقل عن اللّٰه
[صيام سر الشهر و مقام جمعية الهمة على اللّٰه]
ففي صيام سر الشهر مقام جمعية الهمة على اللّٰه حتى لا يرى غير اللّٰه و هو «قوله صلى اللّٰه عليه و سلم لي وقت لا يسعني فيه غير ربي» لأنه في تجل خاص به و لهذا أضافه إليه فقال ربي و لم يقل اللّٰه و لا الرب و مما يؤيد قولنا إنه يريد بصوم السر من الشهر الجمعية تحضيضه و تحريضه على صوم سرر شعبان و أن يقضيه من فاته فإن شعبان من التفريق و لهذا قيل إنه ما سمي هذا الشهر بلفظ شعبان إلا لتفرق قبائل العرب فيه و كذا قال اللّٰه تعالى ﴿وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ﴾ [الحجرات:13] فالشعوب في الأعاجم كالقبائل في العرب أي فرقكم شعوبا و ميز قبيلة من قبيلة و سميت المنية شعوبا لأنها تفرق بين الميت و أهله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية