ثم قال و الذي نفس محمد بيده يقسم صلى اللّٰه عليه و سلم لخلوف فم الصائم و هو تغير رائحة فم الصائم التي لا توجد إلا مع التنفس و قد تنفس بهذا الكلام الطيب الذي أمر به و هو قوله إني صائم فهذه الكلمة و كل نفس الصائم أطيب يوم القيامة ﴿يَوْمَ يَقُومُ النّٰاسُ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ [المطففين:6] عند اللّٰه فجاء بالاسم الجامع المنعوت بالأسماء كلها فجاء باسم لا مثل له إذ لم يتسم أحد بهذا الاسم إلا اللّٰه سبحانه فناسب كون الصوم لا مثل له و قوله من ريح المسك فإن ريح المسك أمر وجودي يدركه الشام و يلتذ به السليم المزاج المعتدل فجعل الخلوف عند اللّٰه أطيب منه لأن نسبة إدراك الروائح إلى اللّٰه لا تشبه إدراك الروائح بالمشام فهو خلوف عندنا و عنده تعالى هذا الخلوف فوق طيب المسك في الرائحة فإنه روح موصوف لا مثل لما وصف به فلا تشبه الرائحة فإن رائحة الصائم عن تنفس و رائحة المسك لا عن تنفس من المسك
[ابن عربى عند موسى بن محمد القباب بحرم مكة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية