فحسن الظن بالله إذا غلب على العبد أنتج له السعادة كما إن سوء الظن بالله يرديه ﴿وَ ذٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدٰاكُمْ﴾ [فصلت:23]
[الحكم بالعلم و الحكم بغلبة الظن]
فما اختلف العلماء في حكم الحاكم بين الخصمين بغلبة الظن و اختلفوا في حكمه بعلمه فكانت غلبة الظن في هذا النوع أصلا متفقا عليه يرجع إليه و كان العلم في ذلك مختلف فيه و الحق تعالى و إن لم يكن عنده إلا العلم فإنه يحكم بالشهود و لهذا جاء ﴿قٰالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ﴾ [الأنبياء:112] أي بما شرعت لي و أرسلتني به
[معرفة اللّٰه بطريق العقل و بطريق الشرع]
و في هذا الطريق معرفة اللّٰه بالعقل بطريق الخرص و لهذا تقبل الشبهة القادحة في الأدلة و معرفة اللّٰه من طريق الشرع المتواتر مقطوع بها لا تقدح فيها شبهة عند المؤمن أصلا و إن جهلت النسبة فالعلم بالله من جهة الشرع و هو تعريف الحق عباده بما هو عليه فإنه أعلم بنفسه من عباده به
[العلم بالله من اللّٰه]
فإن العلم به منه أن يعلم أنه جامع بين التنزيه و التشبيه و هذا في الأدلة النظرية غير سائغ أعني الجمع بين الضدين في المحكوم عليه ليس ذلك إلا هنا خاصة فلا يحكم عليه خلقه و العقل و نظره و فكره من خلقه فكلامه في موجدة بأنه ليس كذا أو هو كذا خرص بلا شك و الخارص قد يصيب و قد يخطئ و العلم بالله من حيث القطع أولى من العلم به من حيث الخرص و إن كان الخرص لا بد منه في العلم بالله ابتداء
(وصل في فصل ما أكل صاحب التمر و الزرع من تمره و زرعه قبل الحصاد و الجداد)
فمن قائل يحسب ذلك عليه في النصاب و من قائل لا يحسب عليه و يترك الخارص لرب المال ما أكل هو و أهله و يأكل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية