﴿وَ أَقِيمُوا الصَّلاٰةَ وَ آتُوا الزَّكٰاةَ﴾ [البقرة:43] و ثلث بقوله ﴿وَ أَقْرِضُوا اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً﴾ [الحديد:18] فالقرض ثالث ثلاثة و لكن ما عين ما تقرضه كما لم يعين ما تزكيه كما لم يعين صلاة بعينها فعمت كل صلاة أمرنا بإقامتها و كل زكاة و كل قرض إلا أنه نعت ﴿قَرْضاً﴾ [البقرة:245] بقوله ﴿حَسَناً﴾ [البقرة:83] مع تأكيد بالمصدر و سبب ذلك أن الصلاة و الزكاة العبد فيهما عبد اضطرار و في القرض عبد اختيار فمن الناس من أقرض اللّٰه قرض اختيار و هو الذي لم يبلغه الأمر به و بلغه ﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللّٰهَ﴾ [التغابن:17] أو قوله ﴿مَنْ ذَا﴾ [البقرة:245] ﴿الَّذِي يُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً﴾ [البقرة:245] فيأخذ الزكاة الغارم الأول الذي أعطى على الوجوب الصدقة بحكم الوجوب أي أنها تجب له و يأخذها الثاني باختيار المصدق حيث ميزه دون غيره و لا سيما في مذهب من يرى في عدد هؤلاء الأصناف أنه حصر المصرف في هؤلاء المذكورين أي لا يجوز أن تعطي لغيرهم فإذا أعطيت لصنف منهم دون صنف فقد برئت الذمة و هي مسألة خلاف فهذا المقرض بآية ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّٰهَ﴾ [البقرة:245] و ﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللّٰهَ﴾ [التغابن:17]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية