[القلب الذي يستقبل الحق]
فإن الحق إنما يستقبله على الحقيقة من الإنسان قلبه فإذا كان قلب المصلي بهذه المثابة من التفرقة و استحضار ما لا ينبغي بالتوهم فقد أساء الأدب في الشفاعة و من هذه حاله فليس بشفيع و كان هذا المصلي أولى باسم الميت من الميت لسوء أدبه مع اللّٰه و مع الموت و مع الميت فلا يحضر المصلي أين يقوم من الجنازة و ليستفرغ همته في اللّٰه الذي دعاه إلى الشفاعة فيها عنده و كم من مصل على جنازة و الجنازة تشفع فيه جعلنا اللّٰه من الشافعين هنا و هناك
[الإنسان مكلف من رأسه إلى رجليه]
الإنسان مكلف من رأسه إلى رجليه و ما بينهما فإنه مأمور بأن لا ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه شرعا و بجميع ما يختص برأسه من التكليف و مأمور بأن لا يسعى بأقدامه إلى ما لا يحل له السعي إليه و فيه و منه و ما بينهما مما كلفه اللّٰه أن يحفظه في تصرفه من يد و بطن و فرج و قلب فلو تمكن للمصلي أن يعم الميت بذاته كلها لفعل فليقم منها حيث ألهمه اللّٰه و القيام عند قلبه و صدره أولى فإنه كان المستخدم لجميع الأعضاء بالخير و الشر فذلك المحل هو أولى أن يقوم المصلي الشافع عنده بلا شك و يجعله بينه و بين اللّٰه و يعينه فإنه إذا غفر له غفر لسائر جسده فإن جميع الأعضاء تبع للقلب في كل شيء دنيا و آخرة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية