عما يجب له من التعظيم إلى مخاطبة من لا يعرف قدره ﴿وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الأنعام:91] ﴿قُلْ﴾ [البقرة:7] يا أيها النبي ﴿آمِنُوا بِهِ﴾ [الأعراف:157] صدقوا به ﴿أَوْ لاٰ تُؤْمِنُوا﴾ [الإسراء:107] أو تردوه و لا تصدقوا به ﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ [الإسراء:107] أعطوا العلامات التي تعطي اليقين و الطمأنينة في الأشياء من قبله ممن تقدمه من أمثاله ﴿إِذٰا يُتْلىٰ﴾ [الإسراء:107] تتبع آياته بعضها بعضا بالمناسبة التي بين الآية و الآية ﴿يَخِرُّونَ لِلْأَذْقٰانِ سُجَّداً﴾ [الإسراء:107] يقعون على وجوههم مطاطئين أذلاء و السجود التطأطؤ أسجد البعير إذا طأطأه ليركبه و يقولون ﴿سُبْحٰانَ رَبِّنٰا﴾ [الإسراء:108] أي وعده صدق و كلامه حق ﴿إِنْ كٰانَ وَعْدُ رَبِّنٰا لَمَفْعُولاً﴾ [الإسراء:108] واقعا كما وعد الوعد يستعمل في الخير و الشر و الوعيد في الشر خاصة فالوعد في الخير من اللّٰه لا بد منه و الوعيد قد يعفو و يتجاوز فإنه من صفة الكريم عند العرب و مما يمدح به الأعراب سادتها و كبراءها يقول شاعرهم
و إني إذا وعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادى و منجز موعدي
[سجود التجلي]
﴿وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقٰانِ يَبْكُونَ﴾ [الإسراء:109]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية