﴿إِنْ تَتَّقُوا اللّٰهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقٰاناً﴾ [الأنفال:29]
[إلحاق العالم الأعلى بالأسفل و الأسفل بالأعلى]
و أما تحويل أعلى الرداء و أسفله فهو إلحاق العالم الأعلى بالأسفل في التسخير و إلحاق العالم الأسفل بالأعلى في الطهارة و التقديس فينزل الأعلى رحمة بالأسفل و يرفع الأسفل عناية إلى رتبة الأعلى في النسبة إلى اللّٰه تعالى و الافتقار إليه و إن اللّٰه كما توجه إلى أعلى الموجودات قدرا و هو القلم الإلهي و العقل الأول بما أعطاه من العلم و السعادة كذلك توجه إلى أدنى الموجودات قدرا و أشقاهم و أخسهم منزلة عند اللّٰه على حد واحد
[ما من جوهر فرد إلا و هو مرتبط بحقيقة إلهية]
فإن اللّٰه من حيث ذاته ما فيه مفاضلة لأنه لا يتصف بالكل فيتحقق فيه البعض و ما من جوهر فرد من العالم كله أعلاه و أسفله إلا و هو مرتبط بحقيقة إلهية و لا تفاضل في ذلك الجانب الأعز الأحمى فهو مستو على عرشه الأعلى و «لو دليتم بحبل لهبط على اللّٰه»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية