و غلب الفاعل على المنفعل فرق بين الرجال و النساء فجعل التسبيح للرجال و التصفيق للنساء فإن كلام المرأة يثير الشهوة بالطبع و لا سيما إن كان في كلامها خضوع و انكسار و في خيال السامع أنها أنثى و في قلبه مرض و اللّٰه قد نهاهن عن الخضوع في القول فقال ﴿فَلاٰ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾ [الأحزاب:32] ففي هذه الآية إباحة كلام النساء الرجال على وصف خاص
[العارف دائما مع ما يعتبره الحق في مناجاته]
و لا شك أن المصلي في حال مناجاة ربه فإذا سبحت المرأة به حيف عليه الميل الطبيعي الخيالي إليها فهو مع التصفيق لا يؤمن عليه فكيف مع الكلام فالعارف هنا مع ما يعتبره مع الحق في مناجاته فأما إن يناجيه بعقله و إما بنفسه و طبعه و هو بحسب قوته فإن كان صحيحا قويا فلا يبالي بما وقعت المناجاة فيستوي عنده الرجال و النساء و أن يعرف نفسه أن فيها بقية من ذاتها و عندها مرض فرق بين عقله و طبعه حتى يتخلص هكذا هو نظر أهل اللّٰه في نفوسهم
(وصل في فصل سجود السهو لموضع الشك)
اختلف العلماء فيمن شك في صلاته فلم يدركه صلى واحدة أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا فمن العلماء من قال يبني على اليقين و هو الأقل و لا يجزيه التحري و يسجد و منهم من قال إن كان أول أمره فسدت صلاته و إن تكرر ذلك منه تحرى و عمل على غلبة الظن ثم يسجد سجدتين بعد السلام و قال قوم إنه ليس عليه إذا شك لا رجوع إلى يقين و لا تحر و إنما عليه السجود فقط إذا شك و الذي أذهب إليه في هذه المسألة هذا القول الأخير و إن كان البنيان على اليقين أحوط
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية