﴿وَ لاٰ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ﴾ [آل عمران:169] و خير اللّٰه صدق فثبتت لهم الحياة لما قصدوا القربة إلى اللّٰه بنفوسهم(حكي عن بعض شباب الصالحين)أنه كان بمنى يوم النحر و كان فقيرا متجردا لا يقدر على شيء من الدنيا فنظر إلى الناس يتقربون إلى اللّٰه بنحر بدنهم و بالبقر و الغنم و ما قدروا عليه من الحيوان فقال الشاب إلهي إن الناس قد تقربوا إليك في هذا اليوم بما وصلت أيديهم إليه مما أنعمت به عليهم و ما لعبدك المسكين شيء يتقرب به إليك في هذا اليوم سوى نفسه فأقبلها فما فرغ من كلامه حتى فارق الدنيا فقبضه اللّٰه قبض الشهداء سبيل اللّٰه و لنا بيت من قصيدة في هذا المعنى
و أهدى من القربان نفسا معيبة *** و هل رىء خلق بالعيوب تقربا
و في مثل هذا يقول بعضهم و قد رأى بمنى مثل ما رآه هذا الشاب من الحاج فأنشد
تهدي الأضاحي و أهدى مهجتي و دمي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية