﴿يٰا أَهْلَ يَثْرِبَ لاٰ مُقٰامَ لَكُمْ﴾ [الأحزاب:13] فنبه عليه السّلام إن ذلك هو المقام الأشرف بخلاف الدلوك فإن الدلوك يمكن أن ينظر الإنسان فيه إلى امتداد ظله و يمكن أن ينظر إلى تنزيه الحق في ميلة عنه بخلاف الشروق في الدلالة «فقال صلى اللّٰه عليه و سلم شرقوا و لا تغربوا» أي خدوا معرفتكم بالله من هذا الدليل فإنه أرفع للاحتمال من الغروب
[صلاة الجمعة قبل الزوال أولى]
و بعد أن تبين هذا فمن صلى قبل الزوال الجمعة أصاب و من صلاها بعد الزوال أصاب و الذي أذهب إليه أن صلاتها قبل الزوال أولى لأنه وقت لم يشرع فيه فرض فينبغي أن يتوجه إلى الحق سبحانه بالفرضية في جميع الأوقات فكانت صلاتها قبل الزوال أولى و إن كان قد يتفق أن يكون ذلك وقت أداء فرض صلاة في حق الناسي و النائم إذا تذكرا و لكن بحكم التبعية يكون ذلك فإن المعتبر إنما هو التذكر أو اليقظة في أي وقت كان بخلاف صلاة الجمعة إذا جعلناها قبل الزوال فتعين لها الوقت كما تعينت أوقات الصلوات المفروضات و إن اللّٰه قد أشار إلى نعيم مشاهدته و مصاحبته من غير تخصيص و لا تقييد فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية