فدخل في حكم هذه الآية جميع ما دب علوا و سفلا دخول ذلة و عبودية و الناس في ذلك بين مكاشف يرى اليد في الناصية أو مؤمن فكل دابة دخلت عموما ما عدا الإنس و الجن فإنه ما دخل من الثقلين إلا الصالحون منهم خاصة و لو دخل جميع الثقلين لكان جميعهم على طريق مستقيم صراط اللّٰه من كونه ربا يقول تعالى ﴿وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] و قال في حق الثقلين خاصة على طريق الوعيد و التخويف حيث لم يجعلوا نواصيهم بيده و هو أن يتركوا إرادتهم لإرادته فيما أمر به و نهى ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ﴾ و لهذا قال ﴿صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة:7] يريد الذين وفقهم اللّٰه و هم العالمون كلهم أجمعهم و الصالحون من الإنس مثل الرسل و الأنبياء و الأولياء و صالحي المؤمنين و من الجان كذلك فلم يجعل الصراط المستقيم إلا لمن أنعم اللّٰه عليه من نبي و صديق و شهيد و صالح و كل دابة ﴿هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا﴾ [هود:56]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية