فذلك العلم هو المزيل المطهر هذه المحال الثلاثة التي ذكرناها و هي في الباطن الصفات و القلوب و الأحوال التي قلنا إنها الثياب و الأبدان و المساجد
[النسبة بين الحجارة و القلوب]
و اتفق العلماء أيضا أن الحجارة تزيلها من المخرجين و هو المعبر عنه في الشرع بالاستجمار و لا يصح عندي الاستجمار بحجر واحد فإنه نقيض ما سمي به الاستجمار فإن الجمرة الجماعة و أقل الجماعة اثنان و الاعتبار هنا في محل الاتفاق إن الحجارة لما أوقع اللّٰه النسبة بينها و بين القلوب في أمور منها ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجٰارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ [البقرة:74] و القسوة مما ينبغي أن يتطهر منها كانت ما كانت فإنها من نجاسات القلوب المأخوذ بها و المعفو عنها
[الأحجار التي يتفجر منها الأنهار]
﴿وَ إِنَّ مِنَ الْحِجٰارَةِ لَمٰا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهٰارُ﴾ [البقرة:74] و هي من القلوب العلوم الغزيرة الواسعة المحيطة بأكثر المعلومات و تفجرها خروجها على ألسنة العلماء للتعليم في الفنون المختلفة
[الأحجار التي تشقق فيخرج منها الماء]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية