«قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في هذه الآية إن اللّٰه لما خلق آدم قبض على ظهره فاستخرج منه كأمثال الذر ف» ﴿أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأعراف:172]
[باسمه القدوس خلق العالم كله]
و كذلك العلم طاهر في تعلقه بمعلومه فمهما عرض تحجير من الحق في أمر ما و علم ما وقفنا عنده و كذلك الحياة لذاتها طاهرة مطهرة و كل ما سوى اللّٰه حي فكل ما سوى اللّٰه طاهر بالأصل فباسمه القدوس خلق العالم كله
[ما من شيء إلا و هو يسبح بحمد اللّٰه]
و إنما قلنا كل ما سوى اللّٰه حي فإنه ما من شيء و الشيء أنكر النكرات إلا و هو يسبح بحمد اللّٰه و لا يكون التسبيح إلا من حي و إن كان اللّٰه قد أخذ بأسماعنا عن تسبيح الجمادات و النبات و الحيوان الذي لا يعقل كما أخذ بأبصارنا عن إدراك حياة الجماد و النبات إلا لمن خرق اللّٰه له العادة كرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و من حضر من أصحابه حين أسمعهم اللّٰه تسبيح الحصى فما كان خرق العادة في تسبيح الحصى و إنما انخرقت العادة في تعلق أسماعهم به و قد سمعنا بحمد اللّٰه في بدء أمرنا تسبيح حجر و نطقه بذكر اللّٰه
[الإنسان حي بثلاثة أنواع من الحياة]
فمن الموجودات ما هو حي بحياتين حياة مدركة بالحس و حياة غير مدركة بالحس و منها ما هو حي بحياة واحدة غير مدركة بالحس عادة و منها ما هو حي بثلاثة أنواع من الحياة و هو الإنسان خاصة فإنه حي بالحياة الأصلية التي لا يدركها بالحس عادة و هو أيضا حي بحياة روحه الحيواني و هو الذي يكون به الحس و هو حي أيضا بنفسه الناطقة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية